بوقـرة, كمال2015-07-232015-07-232009-05https://dspace.univ-setif2.dz/handle/setif2/462تعتبر الأبعاد المعرفية في مسألة القيم في الجزائر و في العالم العربي والإسلامي عموما عاملا أساسيا في الأزمة والتناقض وعدم التكيف الذي تشهده المنظومة القيمية الجزائرية، ذلك أن النماذج القيمية الغربية أو السائدة ما هي في الحقيقة إلا تمظهر وتجسيد لنماذج معرفية هي التي تصوغ وتبرر الأفعال الاجتماعية للأفراد والمجتمع، وبالطبع النماذج المعرفية الغربية المنطلقة من فكرة وحدة الوجود أو وحدايته تتناقض بشكل جذري مع النماذج العربية الإسلامية التي تنطلق من فكرة التوحيد، ومن فكرة الازدواجية الوجودية أي هناك خالق ومخلوق، وهناك إنسان وطبيعة، وهناك خير وشر ...الخ... أما النماذج التي تتحدث عن الواحدية فهي تعني أن ثمة جوهرا واحدا في الكون على الرغم من كل التنوع الظاهر، مما ينفي وجود الحيز الإنساني المستقل عن الحيز الطبيعي المادي كما ينفي الثنائية الناجمة عن وجوده، ومن ثم فالقوانين التي تسري على الطبيعة (المادة) تسري على الإنسان. إذن هذه الاختلافات الجذرية في المنطلقات المعرفية، وفي ظل الهيمنة التي تمارسها الثقافة الغربية على الثقافات الأخرى تجعل من عملية الاندماج الثقافي -باعتباره أحد أوجه التغير الإيجابي للقيم-، أو التثاقف الإيجابي أمر غاية في الصعوبة، ولهذا نجد أن الأنماط القيمية الغربية منتشرة في الثقافة الجزائرية ولكنها لا تلعب نفس الأدوار، ولا تقوم بنفس الوظائف التي تقوم بها في المجتمع الغربي، ذلك أنها تصطدم في أغلب الأحيان بالحقائق المعرفية التي أشرنا إليها سابقا؛ تصطدم بالمفاهيم وبالأفكار المسبقة عن القيم الغربية وبالرؤى العقدية والمعرفية. فالقيم الغربية رغم ما حققته في إنجازات حضارية في مجالها الغربي إلا أنها عجزت عن تحقيق هذه الإنجازات خارج المجال المعرفي الغربي.الأبعاد المعرفية للتغير القيمي في المجتمع الجزائريArticle