أثر المسرح المدرسي في تنمية مهارات التعبير اللغوي

Abstract

انطلاقا من أهمية اللغة في حياة الأفراد والمجتمعات ومن واقع اللغة العربية في المنظومة التربوية الجزائرية اعتنت هذه الدراسة بأثر المسرح المدرسي في تنمية مهارات التعبير اللغوي ، وهدفت في نفس الوقت إلى الكشف عن مدى فاعلية النشاط المسرحي المدرسي في ترقية مهارات التعبير اللغوي الشفوي والكتابي لدى عينة مكونة من أربعة وعشرين تلميذا من الذكور والإناث في الصفين الثالث والرابع من التعليم الابتدائي خلال العام الدراسي 2009 – 2010م موزعين بالتساوي على مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة بطريقة التوائم المتماثلة في السن والجنس والقدرات العقلية والمستوى التعليمي والظروف العائلية والمدرسية في مدرسة أحمد ناصري في حي بوشرقة بالطاهير ولاية جيجل ، وكانت المجموعة التجريبية مكافئة للمجوعة الضابطة قلبا وقالبا وفق المعايير المنهجية المعتمدة في ميدان البحث العلمي. وفي سياق الإجابة عن التساؤلات الواردة في نهاية إشكالية البحث وضع الباحث في هذا المضمار ثلاث فرضيات فرعية ، حيث كانت الفرضية الأولى تنص على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المتوسط الحسابي لدرجات تحصيل أفراد المجموعة التجريبية في الاختبار البعدي والمتوسط الحسابي في درجات تحصيل أفراد المجموعة الضابطة في نفس الاختبار الذي يتعلق بمهارات التعبير اللغوي الشفوي والكتابي المعنية بالأمر في هذا البحث ، وكانت الفرضية الثانية تنص على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المتوسط الحسابي لدرجات تحصيل ذكور المجموعة التجريبية في الاختبار البعدي والمتوسط الحسابي لدرجات تحصيل إناث نفس المجموعة في نفس الاختبار الذي يتعلق بمهارات التعبير اللغوي الشفوي والكتابي المعنية بالأمر في هذا البحث ، وكانت الفرضية الثالثة تنص على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المتوسط الحسابي لدرجات تحصيل التعبير الشفوي الخاصة بأفراد المجموعة التجريبية في الاختبار البعدي والمتوسط الحسابي لدرجات تحصيل التعبير الكتابي الخاصة بنفس الأفراد في نفس الاختبار الذي يتعلق بمهارات التعبير اللغوي الشفوي والكتابي المعنية بالأمر في هذا البحث. وقد احتوت آدبيات البحث ومعالمه النظرية على دراسات سابقة متصلة بالنشاط المدرسي وبالتعبير اللغوي وبالمسرح المدرسي بوجه عام ، وعلى معطيات معرفية مرتبطة بالمسرح والأشكال المسرحية المعهودة وبعناصر العرض المسرحي وبمسرح الأطفال وبالمسرح المدرسي وباللغة ومهارات التعبير اللغوي. وفي الدراسة الميدانية اعتمد الباحث المنهج التجريبي ن ولجأ إلى بناء برنامج مسرحي مدرسي تجريبي مقترح لتنمية مهارات التعبير اللغوي المعنية بالأمر في تجربة النشاط المسرحي المدرسي ، وهي سلامة الفكرة ووضوحها ودقتها ، وتماسك العبارات وعدم تفككها ، وعدم تكرار الكلمات بصورة متقاربة ، وخلو الكلام من الأخطاء اللغوية ، وكان البرنامج المسرحي المدرسي التجريبي المقترح يتضمن خمس مسرحيات مدرسية نوعية مكيفة تدرب عليها أفراد المجموعة التجريبية في ظروف مادية ومعنوية ملائمة لتمكينهم من استيعاب مهارات التعبير اللغوي الشفوي والكتابي الخاضعة للدراسة في تجربة النشاط المسرحي المدرسي التي خضع فيها أفراد المجموعة التجريبية وأفراد المجوعة الضابطة لاختبار قبلي في مهارات التعبير اللغوي الشفوي والكتابي المدرجة في محتوى البرنامج التجريبي ، وانفرد فيها أفراد المجموعة التجريبية بممارسة نشاط مسرحي مدرسي تجريبي مكثف لمدة ثلاثة عشر شهرا في عامين دراسيين متتاليين ، وفور انتهاء الفترة الزمنية المكرسة لتطبيق البرنامج التجريبي خضع أفراد المجموعة التجريبية وأفراد المجموعة الضابطة لاختبار بعدي على غرار ما ورد في الاختبار القبلي. وباستخدام اختبار " ت " لمعرفة مدى دلالة الفروق بين المتوسطات الحسابية في معالجة البيانات المستمدة من الاختبار القبلي والبعدي تبين أن الفرضية الأولى التي تنص على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المتوسط الحسابي لدرجات أفراد المجموعة التجريبية في الاختبار البعدي والمتوسط الحسابي لدرجات أفردا الدرجات الضابطة في نفس الاختبار الذي يتعلق بمهارات التعبير اللغوي الشفوي والكتابي المعنية بالأمر في هذا البحث قد تحققت ، وأن الفرضية الثانية التي تنص على وجود فروق ذات دلالة احصائية بين المتوسط الحسابي لدرجات أفراد المجموعة التجريبية في الاختبار البعدي والمتوسط الحسابي لدرجات إناث نفس المجموعة في نفس الاختبار الذي يتعلق بمهارات التعبير اللغوي الشفوي والكتابي المعنية بالأمر في هذا البحث لم تتحقق ، وأن الفرضية الثالثة التي تنص على وجود فرق بدلالة إحصائية بين المتوسط الحسابي لدرجات التعبير الشفوي الخاصة بأفراد المجموعة التجريبية في الاختبار البعدي والمتوسط الحسابي لدرجات التعبير الكتابي الخاصة بنفس الأفراد في نفص الاختبار الذي يتعلق بمهارات التعبير اللغوي الشفوي والكتابي المعنية بالأمر في هذا البحث لم تتحقق. ويرى الباحث أن تحقق الفرضية الأولى يعود إلى كون النشاط المسرحي المدرسي قد أتاح لأفراد المجموعة التجريبية فرصا تعليمية نموذجية ملائمة لاكتساب مهارات التعبير اللغوي في بيئة تربوية تعليمية مفعمة بالحيوية والفاعلية و الحداثة والتشويق ، ولم تكن هذه الفرص التعليمية النموذجية متاحة لأفراد المجموعة الضابطة أثناء قيام الباحث بتجربة النشاط المسرحي المدرسي ، لذلك تفوقت المجموعة التجريبية على المجموعة الضابطة في الاختبار البعدي ، وتأكدت أهمية النشاط المسرحي المدرسي في تنمية مهارات التعبير اللغوي بشطريه الشفوي والكتابي ، وأن عدم تحقق الفرضية الثانية يعود إلى كون الذكور والإناث في عينة البحث كانوا في حدود السنة التاسعة والعاشرة من العمر أثناء انطلاق الباحث في تجربة النشاط المسرحي المدرسي ، وطبقا لمعطيات علم النفس الحديث وعلوم التربية المعاصرة التي تؤكد تفوق الإناث على الذكور في النمو اللفظي في مرحلة الطفولة بوجه عام كان الباحث يتوقع عزوف الذكور عن الاستمرار في تجربة النشاط المسرحي المدرسي مقارنة بالإناث ، وقد دفعه ذلك إلى العناية بتشجيع الذكور على مسايرة الإناث في تحصيل مهارات التعبير اللغوي الشفوي والكتابي المعنية بالأمر في النشاط المسرحي المدرسي التجريبي ، وفي هذا السياق لم تتحقق الفرضية الثانية ، ولم يكن هناك فرق ذو دلالة إحصائية بين المتوسط الحسابي لدرجات ذكور المجموعة التجريبية في الاختبار البعدي والمتوسط الحسابي لدرجات الإناث في نفس الاختبار ، وأن عدم تحقق الفرضية الثالثة يعود إلى الجهد المكثف الذي بذله الباحث في تحريض أفراد المجموعة التجريبية على العناية بتعبيرهم الكتابي وعدم التقصير في إحراز مهاراته ، لذلك لم تكشف تجربة النشاط المسرحي المدرسي عن وجود فرق بدلالة إحصائية بين المتوسط الحسابي لدرجات التعبير الشفوي الخاصة بأفراد المجموعة التجريبية في الاختبار البعدي والمتوسط الحسابي لدرجات التعبير الكتابي الخاصة بنفس الأفراد في نفس الاختبار الذي يتعلق بمهارات التعبير الشفوي اللغوي الشفوي والكتابي المدرجة في تجربة النشاط المسرحي المدرسي.