قراءة نقدية لنظام التربية و التعليم في الجزائر

Abstract

مرت التربية في الجزائر بعدة مراحل : من مرحلة الإعداد الأولى التي تتصف بالارتجالية لكونها تهدف الى تعويض مخلفات المستعمر في شتى مجالات الحياة ، و مرحلة المخططات التي تجعل التربية قطاعا يستجيب لمتطلبات التخطيط ،الا أن هذه المخططات متقاربة فيما بينها مما جعل التخطيط التربوي يصعب التحكم فيه و مراقبة مردوده ،بالإضافة الى استقلال كل قطاع في الانتاج و التسيير بنفسه، مما جعل قطاع التربية يحذو حذو القطاعات الأخرى بحيث يخدم نفسه أكثر من خدمته للآخرين. في بداية الثمانينات جاءت مرحلة التعليم الأساسي حيث كان النظام على المستوى النظري ممتازا بحيث يستجيب لتطلعات المجتمع ، كما أن مبادئه كانت شاملة ومتكاملة.إلا انه على مستوى التنفيذ حدث ما يسمى بالانحراف الكبير عن مسار ما خطط نظريا على كل الأصعدة ، و هذا ما أدى بهذا النظام ألا يحقق الغايات و الأهداف التي و ضع من اجلها ، فقد تجاهل مستويات تعليمية معينة ، كما أحدث عوامل نجاح النظام و أهمها تكوين الاطارالمنفذللسياسة التربوية و غياب العدالة في التربية ...كما أنه لم ينفذ ما خطط على مستوى التعليم الثانوي ، و انما اجريت بعض الاصلاحات الهامشية فقط ، و ما جعل المدرسة على وضعيتها اليوم هو ذلك الشرح القائم بين المستوى النظري و المستوى التنفيذي للنظام التربوي عامة من جهة، و مشكلة كفاءة المسيرين و المنفذين من جهة ثانية .