كتاب الرياضيات المدرسي الجزائري من التأليف الى التقويم

Abstract

مر الكتاب المدرسي لمادة الرياضيات في الجزائر بعدة مراحل بدءا من الترجمة والتكييف إلى مرحلة البروز والحضور ككتاب مستقل في مضمونه ومنهجه عن مثيله الفرنسي. ومع أن الكتاب المدرسي وسيله تربوية لا تخفى أهميتها في التعليم والتثقيف فقد بات ينظر إليه كسلعة تجارية تخضع للمضاربة في إطار التحرير التجاري والاقتصادي. فما مصير هذه الوسيلة التعليمية في سوق مفتوحة على كل التوقعات؟ إن كان ولابد من تحريره فهل من ضوابط تحفظ للدولة حقها في المراقبة الصارمة حماية لديمقراطية التعليم وضمانا لوحدة المدرسة والأجيال. و للكتاب المدرسي في مختلف البلدان مكانة جد هامة وحساسة، وبقدر ما تهتم الأمة بتعليم أبنائها، يكون اهتمامها بهذه الأداة التربوية التي لا غنى عنها في العملية التعليمية. و هو في بعض البلدان المتقدمة( مقاطعه كيبيك بكندا مثلا) أشبه ما يكون بمنشاة عمرانية ذات وظيفة اجتماعية تقوم بتصوره و إعداده وتقييمه ومراقبة استعماله وزارة التربية باعتبارها صاحبة المشروع، تشترك معها بصفه غير مباشرة عدة جهات: وزارة الثقافة باعتبار الكتاب المدرسي احد وسائل الاتصال التي تعمل على غرس قيم المجتمع، وكعامل مع عوامل الوحده الفكرية والثقافية لأجيال الأمة، و وزارات المالية والتجارة والاقتصاد و الصناعة و التكوين المهني و النقل باعتبار الكلفة والتسويق وفنيات الصنع والجماليات اللازمة لإخراجه بصوره جذابة تحبب استعماله، وباعتبار نقله إلى مختلف مناطق البلد، و هو في هذا البلد المتطور، يطلق على ما يسمى بالمجموعة التعليمية( الديداكتيكية) المتكونة وجوبا من كتاب التلميذ المرفوق بالدليل المنهجي للمدرس ،لكن مسماه عندنا و في بلدان العالم الثالث لا يزال منصرفا الى كتاب التلميذ فقط. وبالجملة يعتبر كتاب المدرسي كمعلم ثان الى جانب المعلم الانسان.