Dépôt DSpace

تأثير النمو السكاني في تغير مورفولوجية المدينة –دراسة ميدانية بمدينة سطيف

Afficher la notice abrégée

dc.contributor.author سارة, لطرش
dc.date.accessioned 2015-03-12T08:41:55Z
dc.date.available 2015-03-12T08:41:55Z
dc.date.issued 2014
dc.identifier.uri http://hdl.handle.net/setif2/208
dc.description.abstract تعتبر المدينة مرآة المجتمع إذ أنها تعبر عن موروثه الثقافي التاريخي و الحضاري. فلطالما عرفت مجتمعات غابرة من خلال مدنها التي بقيت قائمة وشاهدة على حضارتها رغم ما عرفته هذه المدن من تحضر وتزايد في عدد سكانها. في حين أن المدن الجزائرية ورغم غنى موروثها المعماري لم تبق محافظة على صفة مميزة لها، إلا في مناطق معينة وهي ضئيلة جدا بالمقارنة مع عراقتها و تاريخها القديم. إن السياسة الاستعمارية التي اتبعت نهج طمس الهوية الجزائرية قد ساهمت بشكل كبير في تغيير ملامح المدن الجزائرية و ذلك بغدخال أنماط عمرانية جديدة على تلك التي كانت موجودة. وقد أدت هذه الأنماط الجديدة إلى اختلال تركيبها الذي كان يتميز بتوسط الجامع للمدينة و مجلي الحكم و تليها الأحياء السكنية. هذه الأخيرة التي تتميز بالتصاقها وفي نفس الوقت مراعاتها لأصول الاحترام و الخصوصية بين الجيران. كما ساهمت الهجرة الريفية خلال المرحلة الاستعمارية في الظهور الفجائي للأحياء السكنية داخل المدينة تفتقر للتنظيم و التي طرحت إلى غاية اليوم مشكلة في تخطيط و إيجاد المرفق الضرورية لسكان هذه المناطق. أما بعد الاستقلال فإن تحسن الظروف المعيشية ساهم بشكل كبير في النمو عدد السكان خاصة في المدن حيث كانت ومازالت تمثل مجالا مفتوحا للعمل ولتوفر المؤسسات التعليمية والصحة والخدماتية إن هذا النمو السكاني الذي كان بشكلين هما الزيادة الطبيعية و الهجرة أدى إلى تمركز سكاني شكل ضغطا على المجال الحضري من حيث الطلب على السكن و مختلف المرافق العمومية الامر الذي أدى إلى الضغط على المصالح المحلية وفي مرحلة تالية إلى نمو و توسع عشوائي للمدينة. و أمام التزايد الكبير للسكان برز عجز القطاع العمومي عنة تسيير النمو الحضري و إنتاج السكن بالحجم الذي يلبي مطالب السكان. وفي ظل هذا الوضع المتأزم طرأت تغيرات كبيرة على مورفولوجية المدينة وقد أبرزت الدراسة الحالية أن العوامل السكانية ساهمت في هذا التغير من خلال نوعين من التأثير: الاول التأثير المباشر و الذي برز من خلال الأنماط العمرانية من حيث تعدد أشكاله مثل النمط العمودي و العشوائي، النمط الفردي الفاخر مع البناءات غير المكتملة فاجتماع هذه الانماط داخل محيط الحي الواحد يعطي صورة غير متناسقة و مشوهة. كما أثر النمو السكاني بشكل مباشر على ظهور الاحياء العشوائية ونموها الكبير خاصة خلال السنوات الأخيرة أين أصبحت هذه الاحياء تبرز الجانب السلبي للمدينة خاصة مع انتشار فكرة اعتبار المسكن العشوائي كمرحلة سابقة للحصول على مسكن لائق. وقد برز التأثير المباشر أيضا من خلال تدخلات الفرد على المجال السكني وتحويره بالشكل الذي يخدم حاجاته وذلك ما انعكس على المجال الخارجي خاصة على مستوى العمارات التي غالبا ما تفقد مظهرها الأول وتصبح مزيجا من الالوان و الاشكال. و أما التأثير غير المباشر فقد تمثل في خصائص المجتمع الجزائري ديمغرافيا و التي تتمثل في وجود نسبة هامة من المجتمع في مرحلة التمدرس والعمل وتكوين أسر مما شكل ضغطا متزايدا لمواجهة متطلبات هذه الفئات العمرية. وكما سبق الذكر فقد أدى هذا إلى ظهور تجمعات سكنية تفتقر في أغلبها إلى التخطيط المحكم مما حجم وظيفة هذه التجمعات رغم احتوائها على أحجام سكانية معتبرة. كما ساهم تحول نمط الاسرة الجزائرية إلى نمط الأسرة النووية والرغبة بالاستقلال بالمسكن الفردي عاملا مدعما لهذه الأزمات. إن صورة المدينة اليوم تعبر عن المدينة المختنقة التي عجزت عن تسيير نموها وحل مشاكلها بطريقة عقلانية، فنراها تلتهم الأراضي الزراعية التي كانت في يوم من الأيام أراض ذات مردود مرتفع و اختفت ملامح خطة نمو أو توسع لذلك نجدها تنمو بشكل عشوائي الامر الذي أثر سلبا على أدائها لوظائفها حيث تداخلت المناطق الصناعية مع السكنية وخاصة الانتشار العشوائي للأنشطة التجارية مما عقد حياة سكانها وجعلها تصبح مناطق صعبة للمعيشة.. وقد غابت الناحية الجمالية عن هذه المدن فكل تصاميمها مهتلكة ومكررة لا تبرز أي صفة مميزة للمدينة الجزائرية بل إنها تشجع انتشار نمط عمراني واحد تمثل في النمط العمودي و الأدهى من ذلك هو عد تلبية لاحتياجات الاسرة في ظل غياب دراسات استشرافية لمستقبل الحياة الاسرية الأمر الذي جعل هذه البناءات أقفاص تسجن حرية الانشطة الأسرية. ومن ناحية اجتماعية قد أصبحنا اليوم نلحظ تفكك في العلاقات الاجتماعية وانتشار للآفات الاجتماعية و الذي كرسته ضرورات الحياة الاجتماعية. كما أصبحنا نلمس الطبقية داخل المجتمع الجزائري من خلال طراز الابنية الذي يعبر عن المستوى الاقتصادي و الخلفية الثقافية والاجتماعية للسكان. ومن خلال ما تقدم عرضه نتوصل في الأخير إلى أن النمو السكاني قد أثر فعلا و بشكل كبير في تغير مورفولوجية المدينة الجزائرية. en_US
dc.subject تأثير النمو السكاني في تغير مورفولوجية المدينة en_US
dc.title تأثير النمو السكاني في تغير مورفولوجية المدينة –دراسة ميدانية بمدينة سطيف en_US
dc.type Thesis en_US


Fichier(s) constituant ce document

Ce document figure dans la(les) collection(s) suivante(s)

Afficher la notice abrégée

Chercher dans le dépôt


Recherche avancée

Parcourir

Mon compte