Dépôt DSpace

هرمينوطيقا النص عند بول ريكور من خلال كتابه "من النص إلى الفعل" مقاربة تأويلية

Afficher la notice abrégée

dc.contributor.author جويدة, علاوة
dc.date.accessioned 2015-03-11T12:58:19Z
dc.date.available 2015-03-11T12:58:19Z
dc.date.issued 2012
dc.identifier.uri http://hdl.handle.net/setif2/89
dc.description.abstract كما دأبت عليه سنة الحياة ،لكل بداية نهاية،وها هو البحث يحط رحاله ليعلن عن انتهاء مسيرته .لكن نهاية أي بحث ليست ككل النهايات ،إنها نهاية متجددة ،فالبحث ينتهي ليبدأ من جديد،إذ يحمل بذور حياته في فنائه ، فلا يكاد يجيب على سؤال حتى تتفرع عنه أسئلة أكبر منه . وقد كان محور البحث إشكالية النص من منظور الهرمينوطيقا المعاصرة، والبتحديد من منظور " بول ريكور"،هذا الفيلسوف الفرنسي الذي نذر حياته وفكره من أجل تطوير نظرية التاويل .أسهم بآرائه الفذة المغذاة بالفلسفة التأملية في بناء نظريات عدة مست النص الادبي والفلسفي ،والديني والتاريخي ... و قد اتسمت مناقشاته بالحوار ،إذ بدل اللجوء إلى الصراع بين مختلف الجدالات المطروحة، راح يزاوج بينها بأسلوب حواري متميز. يعد ريكور فيلسوفا فذا ،ومحاورا خلاقا جديرا بالاحترام والاهتمام ،وهذا ما يؤكده أغلب النقاد،وما هذه المحاولة ( البحث) إلا تطفل عرين على هذا الملك ( ملك ناصية الفلسفة ) لأن الوقوف على عتبة بابه يتطلب الكثيؤ من الجهد والدراسة . هذا،وكشف البحث عن نقاط مهمة،وأماط اللثام عن بعض الغموض الذي يكتنف المصطلحات الفكرية النقدية منها والفلسفية.كما يبرز التداخل الكبير بين العلوم،فإن كان العالم قرية صغيرة نتيجة توسع شبكات الأتصال وتطورها ،فقد أصبحت العلوم متصلة ببعضها و متكاملة تشكل كلية متلاحمة. ومن أهم النتائج المتوصل إليها ما يلي : ـــ النص عالم فسيح الأرجاء و الأركان ،يحوي بين طياته الزمان والمكان والتاريخ والذوات،إنه أشبه ببحر لا ساحل له ولا شاطىء إنه بحر من فوقه سبعة أبحر.فهو ( النص) حمال أوجه ومعان ،تتداخل على سطحه حضارات مختلفة وثقافات متعددة،لذا يعد بحق عالما متفردا،متميزا عن باقي العوالم. يعد النص الأدبي مفتاح الحضارات والشعوب ،ونافذة مطلة عليها فمنذ قديم الزمن دون الإنسان حياته في نصوص أدبية خاصة الشعرية منها .ولعل أبرز مثال على ذلك : الشعر العربي القديم الذي صور حياة العرب في شبه الجزيرة العربية،وكذا الشعر اليوناني.فقد كان الشعر،ومنه النص الأدبي ديوان العرب،وشاهد وجودهم وامين حضارتهم التي جسدوها بأحلامهم و آمالهم أيامهم .. كما كان النص الادبي ــ ايضا ــ لسان حال الأمم البائدة،والشعوب الضاربة في أعماق الزمن الغابر . يبرز البحث حاجة النص إلى آليات تأويلية تكشف بعضا من أسراره ،فالنص سواء أكان أدبيا أم فلسفيا،يتطلب القراءة والتأويل ولولا هذه الآليات لما خرج إلى الوجود ورأى النور ،أيأن النص لا يتحقق إلا بفعل القراءة والتأويل،وإلا كان حبرا على ورق . ـــ الهرمينوطيقا فكر غربي نشأ مع الفكر الديني،وترعرع في أحضان الفلسفة ،تغذت الهرمينوطيقا بمختلف المشارب الفكرية الغربية،فقد أحدث روادها ثورة فكرية قلبت موازين المعتقدات السائدة،بفضل الأسئلة التي ما فتئوا يطرحونها. ــــ توجد ملامح التفكير التأويلي في الفكر العربي القديم وتتجلى من خلال قراءة النقاد لأعمال أدبائهم ، وكذا مع مفسري القرآن الكريم.فهذا يحتاج إلى إعمال فكر وبصيرة فذة وآليات يلج من خلالها القارىء عالم النص ،وما كان ينقص الفكر العربي التأصيل للعلوم ،ولكن لا يمكن أن يتبلور الفكر دفعة واحدة، إذ لابد له من إرهاصات يتكىءعليها،ثم يتطور وتستحدث مقولاته،إلى أن يصبح علما قائما بذاته .وقد خطا العرب الأوائل خطوات مهمة،إلا أن مجهوداتهم لم تطور بسبب ثقافة الانفصال والقطيعة التي يعيشها الفكر العربي. ــ تطبع المصطلحات النقدية والفلسفية بطابع اللاتحديدواللاتعريف،فمفاهيمها هلامية زئبقية،تنفلت من كل محاولة لإحاطتها بسياج تعريف معين،وجل ما فعله المنظرون هو رسم إطار عام تشتغل عليه. فلغز المصطلحات يبقى مشعا مغريا للبحث ما دام لم يكشف وتعرف خباياه. ــ تبقى الحقيقة /المعنى في العلوم الإنسانية عامة وفي النصوص الأدبية خاصة متفلتة متملصة من كل محاولة للقبض عليها .فالمعنى هو الذي يمنح الحياة للنصوص .ويبقى النص أكبر بكثير من أن يحيط به منهج،فإن كان منهج واحد لا يكفي لاستنزاف المعنى فإنه ( المنهج) لن يكون قادرا على كشف حقيقة النص،وهذا ما يضمن له الديمومة والاستمرار ويبقى على لغزه محيرا يستدعي في كل مرة قراءة متجددة . ـــ تتجلى مهمة الهرمينوطيقا حسب ريكور في أمرين،اولهما :البحث في ثنايا النص عن نسقه الداخلي ،أي دراسة البنية اللغوية للنص والكشف عن خباياه وأسراره.ويتوسع هذا البحث ليمل خارج النص،وهذا هو الأمر الثاني الذي تسعى الهرمينوطيقالتحقيقه،فهي تبحث خارج النص عن العالم الذي يتولد عنه،وعن الأشياء التي يوحى إليها ،أو ما اصطلح عليه ريكور " شيء النص اللامحدود " وذلك كي لا يكون النص منغلقا على ذاته لا يحيل إلا على معجمه الداخلي . ــــ لقد استفاد ريكور من المبادىء التي جاءت بها الفينولوجيا ،ودعا إلى تأسيس هرمينوطيقافينومينولوجية،إلا أن هذا لم يمنعه من انتقادها وغربلة بعض المفاهيم ،خاصة ما تعلق بالتفكير المثالي المتعالي ،فما حاولت هرمينوطيقاريكور تهديمه ليس الفينومينولوجياككل،إنما النظرة المثالية المتعالية للذات المتعالية/الترنسندنتالية،لأنها طغت على المعرفة والفكر والوجود. ـــالبحث عن المعنى ليس أقصى اهتمامات هرمينوطيقاريكور،تركز اهتمامها أكثر على فهم الذات من خلال تأويل و فهم النص.ـ ـــإن تأويل نص من النصوص يتم في تأويل ذات لذاتها،فالذات أمام النص عالم مفتوح على كل الاحتمالات،وقد تكشف من خلال فهمها للنص ما لا يخطر على البال،ففهم النص يفتح للذات المؤولةامكانات وجود أرحب في عالم يقوم على التأويل . ـــ ولتفهم الذات ذاتها بشكل افضل يجب أن تترك مسافة بينها وبين ذاتها تماما كما تترك مسافة بين ذاتها والموضوع الذي تؤوله.أي أن تضع ذاتها موضع الموضوع المؤول .هذه المسافة تسمح للذات برؤية أفضل .فهدف التأويل حسب ريكور إيجاد عالم النص الذي يتيح للذات إمكانات جديدة للوجود. ـــ إن عملية الفهم لا تنطلق من العدم ،بل تؤسس لوجودها من خلال الفهم المسبق أ ما قبل الفهم ،حتى ترسم لنفسها منحى تسير عليه،وتعدل هذه الأفهام المسبقة كلما اقتضت الضرورة ذلك. ــــ الهرمينوطيقا ليست عبارة عن تطابق بين عبقرية القارىء و عبقرية المؤلف،فقصد الكاتب الغائب عن النص هو نفسه الذي أصبح سؤالا هرمينوطيقا اما ذاتية القارىء فغنها من صنع القراءة والنص بقدر ما هي حاملة للانتظارات والتوقعات التي من خلالها يتقرب القارىء من النص. ـــ في الوقت الذي يريد فيه ريكور البحث عن المعنى لا في النص إنما أمامه فتح المجال لنيبسة لا فكاك منها لرسالة النص .فبتغير سياق القارىء يتغير عالم النص اللامحدود. ــ إن هرمينوطيقا الارتياب عند ريكور مفتوحة أكثر مما يجب ، وهي تعمل كحلقة تأويلية أبدية لا تدرك أن بإمكان الذات تأسيس طرائق تأويلية تؤدي إلى لولب ينتهي بمعنى محدد. ـــ الإيديولوجيا لافكاك منها لأنها حاضرة في فكر كل إنسان ،كما أنها تتضمن معان إيجابية إضافية إلى معنى السلبية.ومتى كانت سندا فإنها إيجابية ،وإذا أراد أصحابها أن يجعلوا منها وسيلة للسيطرة ،فإنها تكشف عن وجهاالآخر الشاحب/السلبي. ـــ لكل فرد إيديولوجيا ويوتوبيا خاصتين به ،فأي إنسان لا ينطلق في فكره،أو في إصدار حكمه من خلفية معينة،وحتى من يدعي أنه ليس بأديولوجي،فإنه ينطلق من وجهة نظر إيديولوجية،حيث غن "اللاإيديولوجيا" في حد ذاتها تعتبر إيديولوجيا.كما لا يوجد إنسان لا يحلم بمستقبل افضل وغد مشرق. ــــ تبقى الصراعات الفكرية عاملا أساسيا في تنمية الفكر وتطويره ،والاختلاف لا يعني التضاد،إنما الاختلاف هو سنة الحية والفكر. هذه أبرز النتائج المتوصل إليها ،لخصت في مجملها مسيرة العمل،وإن اسدال الستار عليه،فلن يسدل أبدا على مسار البحث العلمي بل سيبقى هذا الأخير دائما وأبدا سائرا في طريقه بصفحاته المشرقة ليدون عليها بأحرف من ذهب سعيه الدائم والحثيث وراء الحقيقة التي هي قضية الوجود ككل،و إشكالياته الأولى. en_US
dc.language.iso other en_US
dc.subject بول ريكور.النص.التأويل.الهرمينوطيقا.عالم النص en_US
dc.title هرمينوطيقا النص عند بول ريكور من خلال كتابه "من النص إلى الفعل" مقاربة تأويلية en_US
dc.type Thesis en_US


Fichier(s) constituant ce document

Ce document figure dans la(les) collection(s) suivante(s)

Afficher la notice abrégée

Chercher dans le dépôt


Recherche avancée

Parcourir

Mon compte