Dépôt DSpace

سيمياء القص للأطفال في الجزائر –الفترة ما بين 1980-2000 أنموذجا

Afficher la notice abrégée

dc.contributor.author عبد السلام, يحي
dc.date.accessioned 2015-03-11T13:51:07Z
dc.date.available 2015-03-11T13:51:07Z
dc.date.issued 2011
dc.identifier.uri http://hdl.handle.net/setif2/151
dc.description.abstract إن الدراسات الخاصة بقصص الأطفال على قلّتها تتفق على أن ما كتب للطفل في الجزائر من قصص متفاوتة من حيث مستوى بنائها الفني كقصة من جهة, ومن حيث مستواها في صلتها بالمتلقي الطفل من جهة أخرى؛ فهي مرة ذات مستوى فني تتوفر فيها عناصر القصة وروحها وترتبط بالمستوى الإدراك للطفل ومراحله العمرية, وتخرج في أحيان أخرى عن ذلك بوضع الطفل في مواقف محيرة كالخلق والكون وكالزواج, وبناء الأسرة وشؤون العمل, كما هو الحال في كثير من القصص الديني الذي فاق في قضاياه مستوى إدراك الطفل, وتم إغراق الكثير منه بآيات القرآن الكريم, وغدا القصص التاريخي أيضا سيرة ذاتية وتاريخية، وهذه السمة تبعده أن يكون قصصا للأطفال, ودراسة مستقبلية للمتخيل في قصص الأطفال كفيلة بتوضيح ذلك وبيانه. والذي زاد من تشويه صورتها هو القائمون على القصة باتخاذها وسيلة للكسب في وقت عرفت فيه حياة الطفل في الجزائر تأخرا في مجال الحاسوب, وضغطا اجتماعيا واقتصاديا خاصا. وكثيرا ما تنتهي قصص الأطفال بحضور القاص في النص بشكل فاضح ممثلا بذلك تدخل صوت الكبير في القصة كسلطة رقيبة على الطفل, ومنه ما جاء في إحدى القصص "وأنتم كذلك يا أصدقائي الأطفال لا تخافوا من العاصفة", وهذا إعلان تقريري من الكبير الذي لم يجد طريقة قصصية تنمي جانبا تكوينيا عن الطفل غير تنصيب نفسه ملقنا ومرشدا. والذي يمكن استنتاجه من هذه المقاربة السيميائية لقصص الأطفال في الجزائر؛ أن علم السيمياء نظرية متشعبة متعددة بتعدد الباحثين وتصوراتهم عنها وانتماءاتهم الإيديولوجية والثقافية؛ لذلك فإن الجوانب التي تم التطرق إليها في هذا البحث والخاصة بهذا العلم, هي بمثابة تحديد للإطار المفاهيمي المعتمد في الجانب التطبيقي. كما توصل البحث إلى أن قصص الأطفال في الجزائر في تكوينها العاملي تخلو من دائرة فعل البطل المزيف, وهذا يتناسب ومدركات الطفل من حيث عدم إمكانية تمييزه بين فاعلين يعملان في المسار نفسه ويشتركان في بطولة واحدة. أما بخصوص النظام السيميائي للسرد فيها؛ فإن الحكي باعتباره قصة تقوم على مجموعة من الأفعال من خلال عملية السرد؛ فإنه قام على نماذج سردية لم تعدد فيها البرامج السردية, وكانت مكيفة حسب مدركات الطفل, ولم تتشعب فيها علاقات الرغبة اتصالا وانفصالا؛ لأنها لم تكن متعددة الأفعال, في حين يبقي البعد الآخر لها؛ وهو تعبيرها عن قضايا وتقديرات غير لسانية تتصل بالطفولة, لتغدو القصة بذلك نظاما ترميزيا يقوم على مستويين من النظام السردي؛ مستوى سطحي تتحدد من خلاله علاقات الأفعال وتحققها داخل القصة، والآخر ترميزي يخص عمقها من خلال اللغة, وعملية الاستبدال المتعلقة باشتغال ذهن الطفل في التعامل مع الأشياء من منظور معرفي وثقافي تتكاثف فيه الجوانب النفسية والاجتماعية والسمعية والمرئية. وإذا كان الإنسان يعرف نفسه من خلال الآخر وخاصة الطفل؛ فإن ظهور شخصية ما في مقابل شخصية أخر في قصص الأطفال قد حمل ذلك التجلي في صور متعددة من خلال رسم النماذج التي يمكن احتذاؤها وتقليد أفعالها, وخاصة تلك التي دار فيما بينها الصراع على اثبات الذات، حيث جاءت محملة بمتناقضات الأشياء بين الامتلاك واللامتلاك، والقدرة من عدمها, وبين الإرادة وما تحتاجه واللاإرادة وما تستكين إليه، وحاجة الطفل في كل ذلك إلى مجتمع يساعده, ويكفل له الحياة اللازمة والتنشئة الاجتماعية والدينية والنفسية والاقتصادية والثقافية، والتي أدى المكان أيضا إلى إبرازالكثير من جوانبها من خلال المفارقات الموجودة فيه، والتي تتجلى في اختلاف العوالم, والأمكنة في قصص الأطفال وتقاطباتها المختلفة, وانفتاحها وانغلاقها على الذات بغض النظر عن كونها أماكن مفتوحة أو منغلقة مشكلة بذلك وهوية وكيانا خاصا للمكان, بالإضافة إلى اضطلاعه بوظائف أيقونية أدت إلى تعدد صور الأمكنة, وساعدت بذلك الطفل على كيفية اكتشافها, وتشكيل الصور المختلفة لها. ولما كانت القصة تمثيلا دلاليا ومعرفيا وثقاقيا؛ فإن ذلك أدى إلى التعدد الدلالي فيها من خلال دال القصة الذي تم ملؤه بشتى المفاهيم والمضامين في قصص الأطفال من جهة, ومن جهة أخرى بمؤولات الطفل له من خلال طريقته الخاصة في الربط بين الأشياء وتصورها -وهذه العملية تحكمها علاقات من الصعب اكتشافها عنده- فسعة التخيل لديه تجعله قادرا على تصور الأشياء بلا حد ولا قيد؛ فقد يتصورها كما تبدو عليه في واقع آخر لعلاقة تشابه أو مماثلة أو تداع حر للأفكار والصور, وهذا ما يعمق اعتباطية الدلالة ولا نهائيتها في القصة, ويجعلها سيرورة لا متناهية من الدلائل أو ما يسمى بالسميوزيس. وفي اعتماد الدلالة في قصص الأطفال على صراع القيم من خلال الثنائيات التقابلية؛ فإنها حاولت بذلك تسهيل عملية إدراك الطفل لعمقها, وتغيير المسار التكويني لشخصيته بالقضاء على صور قيمية وإحلال صور أخرى بديلة عنها من خلال البرهنة على صحتها، فيقوى لديه ذلك إدراك الجوانب المختلفة لمفاهيم الأشياء، وبذلك يقبلها الطفل ويغير مجرى سلوكه الاجتماعي والأخلاقي, ويزيد من وعيه الثقافي. ولما كان التناقض وجها من وجوه المنطق؛ فإن ذلك يؤدى إلى تعميق إدراك الأشياء عند الأطفال في القصص التي تقوم على ذلك, والتي لا تفهم إلا في علاقاتها الضدية, والتي هي من أهم الوسائل المساعدة على إدراك الفروق بين الأشياء والموضوعات وتيسير تأويلها على الطفل. وقد ارتبطت تلك الدلالات في قصص الأطفال بما هو ماض فكان ذلك بمثابة تغذية لما هو حاضر؛ عسى ذلك يشكل مستقبلا مميزا للطفل في ربطه بهويته وانتمائه الثقافي في ظل تزاحم الثقافات, وباتصال قصص الأطفال بنصوص سابقة, وفرض نصوص أخرى خارج القصة, هو فرض سابقٍ يُرى فيه لازمة لتنشئة الطفل, ووصله بكيان ينتمي إليه, وبمستقبل يصبو ويتطلع إليه، فيتصرف التصرف المطلوب منه، وبوصفها نصوصا حاضرة في ذاكرة نص القصة؛ فكأنها تشكل المحدد والمتعارف عليه, وخبرة الحياة محاولة بذلك من حيث دلالتها بناء واقع قيمي مرغوب فيه وآخر مرغوب عنه. وكان لدراسة العنوان سيميائيا كعلامة مهيمنة على النص في قصة الطفل في الجزائر إضفاء لجوانب أخرى اجتماعية وأخرى ثقافية؛ شكلت الموطن الأول الذي التقى فيه الطفل بهذه القصص؛ التي طغت على عناوينها أسماء الحيوانات, فكانت كمنبّه ومحفّز؛ يمارس إيقاظا معينا خاصا بالطفل. وأغلب العتبات في قصص الأطفال تقوم على ثنائية تقابلية كمكون نظري يتم تفسيره داخل القصة وفق تصور القارئ الصغير ومنطقه وبمستويات إدراكه، وما يقوله عنها من خلال تصوراتها وموسوعته المعرفية إزاء شيء يقال به مالا يقال بغيره, وهو في ذلك كالرمز في علاقته بما يرمز إليه. ومن خلال ما ترتبط به هذه القصص دينيا ونفسيا واجتماعيا وثقافيا فإن هذا البحث يفتح أفقا أخرى لدراسة قصص أطفال ما بعد سنة 2000 كالدراسة السيميوطوبوغرافية التي لا تسمح بها قصص الفترة التي قام بدراستها البحث؛ لعدم اهتمام الناشرين بالتشكيل خطي لها, والرسوم والصور المصاحبة لها, وتداخل الكتابة مع ما هو مصور, مما يصعب على الطفل عملية إدراكها, وهو أيضا ما أفقد سنن الرسم الكثير من مدلولاتها في علاقة المكتوب بالمرسوم. ويبقى هذا البحث شيئا قيل عن أدب الطفل في الجزائر؛ ليكون بداية لقول آخر، كالعلامة لا تعرف حدا ولا نهاية en_US
dc.language.iso other en_US
dc.title سيمياء القص للأطفال في الجزائر –الفترة ما بين 1980-2000 أنموذجا en_US
dc.type Thesis en_US


Fichier(s) constituant ce document

Ce document figure dans la(les) collection(s) suivante(s)

Afficher la notice abrégée

Chercher dans le dépôt


Recherche avancée

Parcourir

Mon compte