مما لا شك فيه أن الأمير عبد القادر كان محاربا شرسا كما كان سياسيا محنكا وقائدا عسكريا فذا، ولعل احترافيته في المجالين العسكري والدبلوماسي جعلت القادة الفرنسيين الذين كانوا يواجهونه يحترمونه ويقدرونه إيما تقدير، ويحسبون له ألف حساب، فقد أخلط أوراقهم وأفسد مخططاتهم في العديد من المرات، فأدركوا أنهم يتعاملون مع رجل بارع، فكانوا يتوخون الحيطة والحذر في التعامل معه. و كان للأمير عبد القادر أهدافه الاستراتيجية كما كان للفرنسيين أهدافهم، من وراء عقدهم معاهدتي ديميشال والتافنة، فاغتنم الأمير عبد القادر الفرصة لتنظيم دولته وإعادة ترتيب البيت، فأجرى اتصالات عديدة مع زعماء القبائل وشيوخ الأسر الكبيرة التي كانت تتمتع بنفوذ كبير وتتحكم في مناطق واسعة من بايلك الشرق الجزائري. تعتبر أسرة المقراني من أبرز الأسر التي سعى الأمير عبد القادر إلى التقرب منها قصد الاستفادة من قوتها ونفوذها.